قصة طريق السعاده ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع قصصي واعظ من وحي الفكر
لرجل بدأ تائها في ظلمات الحياه وانتهى سعيدا بنور الله

طريق السعاده
معاناه بلسان صاحبها
اضحك وفي داخلي بكاءٌ أليم ابتسم وفي قلبي جروحٌ عصيبه
ادّعي الفرح وانا حزين عباره ارددها كثيرا "انا سعيد في حياتي" والحقيقه أن
ما أخفي في صدري واقع مرير فانني ادعي السعاده لكي لا اشمت الناس فيّ
او لكي لا يشفقوا عليّ اوحتى اجمع الناس إليّ لانني في الحقيقه مللت الوحده
مللت الفراغ كرهت نفسي كرهت حياتي لقد فكرت بالموت ولكن لا أريد الموت اريد ان أعيش ساظل ابحث عنها
نعم السعاده ساجدها انا متأكد هنا أو هناك لابد ان اعيشها لا ينبغي ان اظل حزينا
يجب ان افرح يجب ان اعيش .. مثلهم سعيدا .. يكفي العذاب الذي اعيشه

ثم ها هو الحزين "فاقد السعاده" يذهب لغرفته لينطوي بعيدا وحيدا
لقد ضاقت به الدنيا لا يدري ماذا يفعل ؟ لقد فعل كل ماظن أنه سيسعده
استلقى على سريره واخذت تجول فيه الافكار حتى تذكر صديقا له قديم لم يره منذ خمس سنوات
تذكر ذلك الصديق الملتحي وثوبه القصير .. يااااه مالذي جعلني اتذكرك ياصديقاً رأيتُه صاحبا مملا
نعم لقد اخذت معه في تلك السنه ايام وكان ينصحني كثيراً انه يريدني ان اكون مثله
ثم اخذ يحاول جاهدا ان ينسى ذلك الصديق ولكنه لم يستطع تذكر كيف
كان ينصحه بلين وهدوء وتذكر كلمات كان يرددها كثيرا
اخي ...... "إن ضاقت بك الدنيا فاقترب من ربك"
ثم تذكر تلك الرساله التي اعطاه إياه نعم لقد قال لي
اقرأ الرساله كلما ضاقت بك الدنيا اين هي لقد حذفتها في ذلك الصندوق أين وضعته ؟ ثم أخذ يبحث عنه
فوجده فوق الدولاب وانزله ونفض مافي يديه من غبار ثم مسح الغبار عنه وفتحه
ياااه سبحان الله وكأن الرساله اعطاني أياه هذا اليوم ثم فتحها ووجد هذه الكلمات

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ........ كيف حالك اليوم اتمنى أن تكون بخير دائما
هل تعبت يا أخي؟ أضاقت بك الحال؟ اتبحث عن شي ينقصك كثيراً؟

اخي عندما تحيط بك الهموم من كل جانب وتضيق بك الدنيا رغم وسعها
تذهب لكل مكان وتجرب كل شي ولا تجد سعادتك

فاترك كل ما يشغلك عن رسالتي وانسى مايجول في فكرك الآن واقرأ كلماتي وتمعنها جيدا
أخي العزيز ......... تذكر قول الله تعالى :
"وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" لن اشرحها لك فأنت تعرفها
اخي الغالي ان سعادة المخلوق في قربه من خالقه ..

لحظه لا تقفل الرساله ارجوك اقرأها
لن يضرك شيئا هي دقائق وتنتهي
لعل بها تعيش عمرا جديدا وتمحوا مافات من ألم وحزن

ربك الرحمن الرحيم إن تَعُدْ إليه وتذكُرَه .. فتتقرب إليه عبداً تائبا تصلي له باكيا شاكيا
ثم بواسع رحمته يقبلك بفرح شديد .. نعم لقد عاد العبد إلى معبوده بتوبة صادقه وبدموع الخشيه
وها أنت وبشوق شديد تذهب وتأخذ المصحف الكريم تقرأ القرآن بفرح شديد ولاتعلم سر فرحك
ثم ما إن تبدأ بالقراءه إلا وكأن روحك التائهه عادت إلى جسدك الضعيف تستمر في الذكر فتجد سعاده تغمرك
من كل اتجاه وكأنك لم تمر في ضيق لـ لحظه وكأنك خلقت من جديد فتتوه في فكرك قليلا
لقد عصيت ربي كثيراً
وأمهلني كثيرا .. ثم هاهو بفضله وكرمه يعيدني إليه .. ما أكرمك يارب ما أرحمك يارب ولا أرأف منك احد
رباه إني اتيتك تائبا رباه إني أتيتك باكيا فاغفر لي ماكان مني واقبلني في رحمتك وجنتك مع الصالحين

ربي رجيتك خالقي فاقبل رجائي إني حزين قد ملل كثر الذنوب

اخي الحبيب ....... انتهت رسالتي ولكن ..
دعواتي لك لم تنتهي
بأن يمن عليك الله بتوبه صادقه وان يغفر لك ماكان منك ويقبلك في رحمته
ويجمعني بك في جنات النعيم مع الانبياء والصحابه والتابعين

أخوك المحب .....................

اغلق الرساله وسالت على وجنتيه دموعا حارقه فمسحها بسرعه فلم يتعود على ذلك
ثم هي لحظات حتى اخذ يلتفت يمنه ويسره ويقوم ويجلس فلم يعد يعرف ماذا يفعل؟ وأين يذهب؟ فإذا هو
ينظر إلى يمينه ويرى درج صغير قريبا من سريره اندفع إليه دون سبب فـ فتحه ثم توقّف للحظات وكأنه
اصيب بشلل وها هي عيناه وقد اغرورقت بالدموع لم يستطع ان يغلق عيناه ولكن نزلت الدمعات بحرقه
على خديه ثم اغمض عينيه واخذه فكره بعيدا كيف نسيته؟ كيف لم افكر به؟ كيف استطعت ان اعيش بعيداً عنه؟
لماذا لم اذكره؟ لماذا نسيته؟ وفتح عينيه ونظر إليه كثيراً واخذ يقول في نفسه لقد نسيتك سامحني نسيتك يا
راحة قلبي ياجلاء همي وحزني نسيتك يا سكن روحي يا هدوء نفسي يابلسم جروحي يادوائي من كل الم ياعلاج جسدي الضعيف
همّ يريد ان يفتحه تذكر آيه قد قرأها قبل سنين طويله "لا يمسه إلا المطهرون" ذهب واستحم ثم توضأ
وجلس وامسك بالقرآن وتذكر قول الله تعالى

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53} سورة الزمر

ففتح المصحف متشوقا للقرآن ووقعت عيناه على قول الله تعالى :

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {277} سورة البقرة

فقام وصلى ركعتين وطلب من الله العظيم ان يغفر له ماكان منه
ورجع يتلوا آيات الله وقد غمرته السعاده والفرح

نسأل الله لنا وله المغفره وان يدخلنا في رحمته
آمين يارب العالمين ..

بقلم اخوكم محمد
اتمنى ان ينفع الله بها ولا امانع من نشرها
واعتذر عن الإطاله عليكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال قصة طريق السعاده .. Rolleyes